أشاد فضيلة الشيخ محمد حسان رئيس قناة الرحمة بموقف اليوم السابع من عدم نشر رواية أنيس الدغيدى حول الرسول صلى الله عليه وسلم إلا بعد مراجعة مجمع البحوث الإسلامية وتغيير اسم الرواية، وقال حسان فى حلقة اليوم الثلاثاء من برنامجه "فتاوى الرحمة" على قناة "الرحمة": إن الرجوع إلى الحق فضيلة ودليل على القيم والشيم، ومن هذا المنطلق كما صدمتنا وأفزعتنا وخلعت قلوبنا وأفقدتنا صوابنا تلك العناوين الصادمة على آخر صفحة فى جريدة اليوم السابع فى الأسبوع الماضى، وتكلمنا كلمات شديدة للذود عن سيدنا وحبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فواالله الذى لا إله غيره ما كانت إلا غضبة لله جل وعلا ثم للنبى صلى الله عليه وسلم والله يعلم الصادق من الكاذب، إذ إننى على يقين أنه لا يقبل مسلم على وجه الأرض وإن كان مقصراً ومذنباً مثلى، لا يقبل البتة أن يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو ينتقص قدره أو أن يقلل من شأنه ومكانته، أو أن تنقص أبهة النبوة وجلالها.
ولذلك ما كانت هذه الكلمات الشديدة إلا زوداً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسنظل ورب الكعبة ما دام فينا عرق ينبض، سنظل بدمائنا وأهلنا وأموالنا وأولادنا وأنفسنا وأرواحنا نذود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا شرف لنا، فنحن لا نرفع من قدره فلقد رفع الله قدره، ولا نرفع من شأنه فلقد أعلى الله ذكره، إنما نرفع عنا غضب ربنا وسخط ربنا سبحانه وتعالى، حيث نذود عن حياض نبينا، ولكن ليس من العدل ولا من الإنصاف ولا خير فىَّ أن غضبت تلك الغضبة وانفعلت تلك الانفعالة.
وتطرق حسان إلى بيان مجلس إدارة وتحرير اليوم السابع بالتراجع عن النشر، قائلا: "لقد اتصلت فعلاً ببعض المسئولين بعد نزولى من خطبة الجمعة مباشرة، وقلت له كلاماً أَسألُ الله سبحانه أن يجعله خالصاً لوجه وسمعت منه كلاما أيضا أثلج صدرى، وقال لى "والله لن نسمح أبداً بأن يساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم"، ثم رأيت بياناً من إخواننا فى مجلس إدارة جريدة اليوم السابع، ورأيت إخواننا فى مجلس الإدارة يعودون للحق وإلى الحكمة وإلى هذا القرار الشجاع، فليس من العدل أن أعلق على قرارهم، وأن أدعو الله عز وجل لهم أن يزيدهم رشاداً وتوفيقاً وسداداً، وألا يحرمنى وإياهم شرف الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأضاف حسان، بعد أن تلا بيان اليوم السابع، أنه من منطلق العدل والإنصاف أن الدعاة والعلماء لا يعادون أحداً من المسلمين، بل كل المسلمين هم محل دعوتنا وليس من الدعوة ولا من الفقه ولا من الحكمة أن نعادى أحداً من المسلمين على الإطلاق، وإنما لا نغضب إلا لله جلا وعلا ولنبينا صلى الله عليه وسلم، وسنظل ننافح وندافع عن رسول الله، لذا فإنى أشد على أيدى إخواننا فى اليوم السابع، وأشد على أيديهم، وأقول لهم شكراً لكم ولشجاعتكم، وجزاكم الله خيرا وزادكم الله سدادا وتوفيقا ورشادا، وهذا لا يقلل من قدركم لا عند الله ولا عند الناس بل يرفع شأنكم وقدركم عند الله وعند الناس إن عدتم إلى الحق، فالعودة إلى الحق صواب وحكمة وراشد وتوفيق من الله سبحانه وتعالى، ولا يستحى الإنسان المنصف إن أخطأ أن يقول أخطأت، وأن يستغفر الله لخطأه، والله تبارك وتعالى غفور رحيم.
واستطرد قائلاً: أشكر الأستاذ خالد صلاح جزاه الله خيراً على هذه الوقفة المشرفة والشجاعة والنبيلة، وأقول حتى ولو كانت الرواية كما ذكر دفاعا عن النبى، فلا ينبغى أبداً أن ننشر عناوين بمثل هذه الكلمات التى لا تليق بأبهة النبوة ولا بجلال وقدر رسول الله، وإنما نختار العناوين المناسبة التى تليق بقدره صلى الله عليه وسلم.
ولقد جرح قلبى وأخرجنى عن صوابى وأفقدنى عقلى، وأنا أعترف أفقدنى عقلى، أن يقول هذه الكلمات أناس من جلدتنا ومن أمتنا، بل ومن بلدنا بلد الأزهر الذى نفخر به ونشرف به، ولا أقول ذلك ورب الكعبة مجاملة لمخلوق على وجه الأرض، فأنا لا أحسن المجاملة على حساب دينى، فمصر بلد يحب رسول الله حبا يعرفه أهل الأرض، ولن تقبل الأمة أن ينال أحد من قدر سيدنا رسول الله، وأشد مرة أخرى على أيدى إخواننا فى اليوم السابع، أشكرهم جميعا وعلى رأسهم الأستاذ خالد صلاح"